نتنياهو يواجه لحظة الحقيقة – مصدر24

نتنياهو يواجه لحظة الحقيقة

القدس – أسدل الستار الثلاثاء على رابع انتخابات تشريعية تجرى في غضون عامين في إسرائيل على أن تبدأ النتائج الأولية بالظهور بداية من الأربعاء.

ويأمل زعيم الليكود بنيامين نتنياهو في الحصول على غالبية مريحة تسمح له بتشكيل حكومة ائتلافية يمينية، وتنهي حل الشلل السياسي في البلاد، بيد أنّ كثيرين يتشككون في ذلك.

وشهدت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع تراجعا مقارنة بالاستحقاقات السابقة، في مؤشر على حالة الإنهاك والتململ لدى المواطنين الإسرائيليين من حالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد.

وتشير استطلاعات الرأي إلى سباق شديد التقارب على نحو يصعب معه التكهن بالفائز. ونتنياهو أكثر رؤساء وزراء إسرائيل بقاء في المنصب واستطاع الإمساك بزمام السلطة بعد عامين من الانتخابات غير الحاسمة على الرغم من محاكمته في اتهامات فساد. ويُحاكم حاليا في اتهامات بالرشوة وإساءة استخدام السلطة. وينفي نتنياهو هذه الاتهامات.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم طفيف لصالح حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، بما يمنح ائتلافا متوقعا يضم أحزابا محافظة وأحزابا يهودية متطرفة حوالي 60 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (2000 بتوقيت غرينيتش). وفي حين يمكن لاستطلاعات الرأي أن تشير إلى اتجاهات التصويت، إلا أن النتيجة الرسمية قد لا تظهر إلا في وقت متأخر من مساء الأربعاء.

ونتنياهو (71 عاما) هو الشخصية السياسية الأبرز في جيله ويتولى السلطة منذ عام 2009. لكنّ الناخبين الإسرائيليين منقسمون بشدة حيث يطلق عليه مؤيدوه (الملك بيبي) في حين يلقبه معارضوه (بمجرم الوزراء) بدلا من (رئيس الوزراء).

ويعد يائير لابيد، وهو وزير مالية سابق يتزعم حزب “هناك مستقبل” الوسطي، المنافس الرئيسي لنتنياهو.

وفي الحملة الانتخابية، سلّط نتنياهو الضوء على دوره في تأمين الحصول على الملايين من الجرعات من لقاح فايزر وتحويل إسرائيل إلى “دولة تطعيم” على حد وصفه. فقد تم تطعيم نحو نصف الإسرائيليين بجرعتي اللقاح لتحقق البلاد بذلك أسرع وتيرة تطعيم على مستوى العالم باستثناء منطقة جبل طارق البريطانية الصغيرة.

وأتاحت حملة التطعيم السريعة لإسرائيل إعادة فتح معظم جوانب الاقتصاد قبل الانتخابات. ونشر نتنياهو مقطعا مصورا لزيارته لمستشفى بالقدس الاثنين وكتب يقول “نحن اليوم أول من يعود إلى الحياة في العالم وتعود له البسمة من جديد”.

Thumbnail

لكن لا يقتنع كل الإسرائيليين بذلك فقد اتهم الكثيرون نتنياهو بسوء التقدير في بدايات الجائحة مما فاقم الضرر الاقتصادي لإجراءات العزل العام.

وفي ميدان رابين في تل أبيب، قال يوناتان مائير (34 عاما) إنه سيحكم على فترة نتنياهو ككل وليس على حملة التطعيم فقط. وأضاف “حقيقة لم تؤثر على قراري لأنني لن أختاره.. لكنني أعتقد أن غالبية الناس تأثرت بشدة وأعجبتها كثيرا إدارته للأزمة كلها”.

ولجأ نتنياهو لمواقع التواصل الاجتماعي صباح يوم الانتخابات لحث أنصاره على اصطحاب أصدقائهم وأقاربهم إلى مراكز الاقتراع لضمان أن تتولى السلطة “حكومة يمينة قوية”.

ومن النتائج المحتملة وإن كانت أقل ترجيحا، أن يتمكن تحالف يضم أحزابا من اليمين والوسط واليسار ويعارض تشكيل حكومة بقيادة نتنياهو من قيادة الحكومة. وأظهرت الاستطلاعات أن تحالف ‘الجميع باستثناء نتنياهو’ هذا لن يحظى بأغلبية حاكمة على الأرجح.

وانهارت حكومة نتنياهو الحالية، وهي تحالف لتقاسم السلطة مع وزير الدفاع الوسطي بيني غانتس، في ديسمبر بعد نحو سبعة أشهر من تشكيلها.

ومن غير المتوقع أن ينال حزب أزرق أبيض الذي يتزعمه غانتس أصواتا كافية تمكنه من دخول البرلمان بعد أن أغضب كثيرا من مؤيديه عندما وافق على العمل في فريق نتنياهو.

'