نواب المعارضة في الكويت يطمسون أي أثر لمرزوق الغانم في مجلس الأمة – مصدر24

نواب المعارضة في الكويت يطمسون أي أثر لمرزوق الغانم في مجلس الأمة

أثار قرار مجلس الأمة بالعودة إلى الشعار القديم جدلا واسعا على الساحة الكويتية، واعتبر متابعون أن الهدف من القرار هو إيصال رسالة عن طي صفحة العهد الذي كان يمثله رئيس المجلس السابق مرزوق الغانم، والبدء في صفحة جديدة تكون فيها للمعارضة الكلمة الفصل.

الكويت – أعاد مجلس الأمة الكويتي اعتماد شعار الدولة الرسمي، الذي يظهر “سفينة في البحر”، وكان معتمدا قبل عام 2014، عندما قام رئيس المجلس السابق مرزوق الغانم بتغييره.

ولا تخلو خطوة المجلس الذي باتت تسيطر عليه قوى المعارضة من نزعة نحو طمس أي أثر للغانم من المجلس الذي ترأسه منذ العام 2013.

ولطالما طغى التوتر على العلاقة بين المعارضة النيابية ورئيس مجلس الأمة السابق، وبلغ هذا التوتر أقصاه خلال العامين الماضيين، ليؤثر بشكل كبير على أداء المجلس.

وتم الأحد الانتهاء من تركيب شعار مجلس الأمة الجديد في قاعة عبدالله السالم، وكانت صحيفة “قبس” المحلية قد ذكرت في التاسع عشر من أكتوبر الماضي أن “مكتب مجلس الأمة قرر في اجتماعه الأول العودة إلى شعار المجلس السابق وهو شعار الدولة الرسمي”.

 

مجلس الأمة الكويتي يعود إلى الشعار القديم الذي كان معتمدا منذ العام 1961
مجلس الأمة الكويتي يعود إلى الشعار القديم الذي كان معتمدا منذ العام 1961

 

وتساءل الكاتب الصحافي عبدالمطلب أحمد الطبطبائي حول ما إذا كانت إعادة تركيب شعار مجلس الأمة السابق في قاعة عبدالله السالم “إعلان بداية نهاية العهد القديم”.

وقال أحد النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “لا أعرف المغزى والهدف من تغيير شعار مجلس الأمة، وقد تم اعتماد هذا الشعار منذ العام 2014 حتى اليوم (9 سنوات)، وتمت طباعته على الأوراق الرسمية ورفع على مباني المجلس، وهويات الموظفين، وعرفته الاجتماعات البرلمانية الإقليمية والدولية كشعار للبرلمان الكويتي”.

وكان الغانم أراد من اعتماد شعار خاص بالمجلس، بعيدا عن شعار الدولة الرسمي، الاقتداء بالبرلمانات في العالم التي لها شعار خاص بها، على غرار برلمان ألمانيا (البوندستاغ)، ومجلس النواب المغربي، ومجلس العموم البريطاني.

ويرى مراقبون أن خطوة النواب بتغيير الشعار الذي وضعه رئيس مجلس الأمة السابق، والعودة إلى الشعار القديم الذي كان معتمدا منذ العام 1961، لا تخلو من “شعبوية”، وإريد منها الإيحاء بطي صفحة العهد الذي يمثله الغانم وبدء صفحة جديدة، تكون فيها للمعارضة الكلمة الفصل.

ولم يترشح الغانم للانتخابات التشريعية التي جرت في سبتمبر الماضي، فيما بدا إفساحا للمجال أمام القيادة الكويتية لإنهاء الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.

لكن الغانم تعهد في معرض إعلانه عن عدم مشاركته في الاستحقاق، عن عودة قريبة له، وقال رئيس مجلس الأمة السابق إن عدم الترشح “هو قرار مرحلي، ستعقبه عودة ذات تأثير أقوى، لنكمل مسيرة الحفاظ على مصلحة الوطن، وتعزيز مكتسبات المواطنين”.

وشدد الغانم حينها على أن تغيبه عن المشهد النيابي لا يعني إطلاقا ابتعاده عن المشهد السياسي، وأضاف أن المرحلة الراهنة تتطلب “الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية، والابتعاد عن الصراعات الشخصية، و المماحكات السياسية”، داعيا إلى “المشاركة الإيجابية في الانتخابات البرلمانية”.

مرزوق الغانم لم يترشح للانتخابات التشريعية بغاية إفساح المجال أمام القيادة الكويتية لإنهاء الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة

ويعتقد البعض أن عدم ترشح الغانم كان بطلب من القيادة الكويتية، باعتباره أحد عناصر الأزمة السياسية، وأن ترشحه قد يقود إلى البقاء في ذات الحلقة المفرغة، في المقابل يرى آخرون أن ترشح النائب المخضرم أحمد السعدون جعل الغانم يعيد حساباته مجددا في ظل إدراكه بصعوبة منافسة رجل بوزن السعدون على رئاسة المجلس.

ويقول متابعون للمشهد الكويتي إن فرص عودة الغانم مجددا إلى المشهد تبدو صعبة، حيث أن هناك قناعة لدى القيادة الكويتية بأن المرحلة تتطلب وجود وجوه قادرة على ضبط إيقاع العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.

وأثار قرار مجلس الأمة بشأن تغيير شعار الغانم ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك من النشطاء من اعتبر أن هذه الخطوة الشعبوية تتناقض وما يروج عن عهد جديد للمجلس، عهد يقطع مع المزايدات والممارسات الشعبوية، وهدر الأموال، في ظل أنباء تزعم بأن الشعار الجديد القديم كلف 2.5 مليون دينار.

ونفى النائب أسامة الشاهين أمين سر مجلس الأمة صرف 2.5 مليون دينار على تغيير شعار المجلس. وقال إن المبلغ مخصص لبرامج تلفزيون المجلس، مدافعا عن إعادة الشعار القديم “لأنه يحمل رمز الدولة”.

'