نوري المالكي يمثل أمام القضاء العراقي على خلفية تسريبات كادت تتسبب في فتنة – مصدر24

نوري المالكي يمثل أمام القضاء العراقي على خلفية تسريبات كادت تتسبب في فتنة

بغداد – مثل زعيم حزب الدعوة الإسلامية في العراق، رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي أمام القضاء الثلاثاء، في قضية التسريبات الصوتية التي هزت الرأي العام العراقي وكادت تتسبب في فتنة داخل البيت الشيعي.

وقال القيادي في التيار الصدري، القاضي جعفر الموسوي، في بيان صحافي “بناء على دعوى الأمين العام للكتلة الصدرية استقدمت محكمة تحقيق الكرخ الثالثة في بغداد نوري المالكي بقضية التسريبات ومثل صباح الثلاثاء أمام المحكمة وتم تدوين أقواله ابتدائيًا وقضائيًا”. وذكر الموسوي أن قاضي محكمة التحقيق قرر “إخلاء سبيل المالكي بكفالة”.

وقالت عضوة ائتلاف دولة القانون في البرلمان العراقي عالية نصيف “لم نشهد سابقا أن رئيس وزراء حكم العراق امتثل أمام القضاء إلا نوري المالكي”. وأضافت نصيف، في تغريدة على تويتر، أن مثول المالكي أمام القضاء “يجسد الاحترام للقانون والقضاء ومؤسسات الدولة ونظامها الديمقراطي”.

وأظهرت سلسلة من التسريبات الصوتية المنسوبة إلى المالكي في يوليو الماضي إساءة إلى عدد من المؤسسات والزعامات، في مقدمتها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. ونشر الناشط العراقي المقيم في الولايات المتحدة علي فاضل تلك المقاطع التي قال إنها جاءت خلال اجتماع للمالكي مدته ساعة كاملة.

واتهم المالكي في التسريبات مقتدى الصدر بالخيانة، وتلقي أتباعه التدريبات من بريطانيا، وأنه لا بد من التصدي لهذا المشروع سياسيا وعسكريا، ووصف أتباع الصدر بأنهم جبناء، وسبق أن انتصر عليهم وحده بإمكانيات ضعيفة للدولة في وقت كانت فيه إيران تدعم الصدر بالصواريخ، لأنها كانت تريده أن يكون مثل حسن نصرالله (زعيم حزب الله اللبناني)، رغم أنه “جاهل”.

وكذلك اتّهم المالكي رئيسَ إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بالسعي وراء “تدشين زعامة مذهبية لسنة العراق مع ضم مقتدى الصدر إلى ذلك المحور كممثل وحيد
عن الشيعة”.

وشدد على “ضرورة الحفاظ على المصالح الشيعية إزاء التكتلات القائمة كون الصدر جاهلا، لا يمكن التسليم له بحكم العراق”، مستذكرا الملاحقات الأمنية التي طالت أتباعه عام 2008، بعد زج العديد منهم في السجون وإرغام الآخرين على الهرب خارج البلاد.
واتهم رئيس الوزراء الأسبق السياسيين السنة بأنهم حاقدون، وكان يطاردهم ولا يستطيعون المبيت في بيوتهم، وأنه كان أيضا “مدوخ” الأميركيين، مشيرا إلى مخطط غربي لانتزاع الحكم من الشيعة، وجعلهم أقلية باستخدام الصدر، ثم قتله فيما بعد.

وفي تسجيل آخر قال المالكي إن “المرحلة القادمة قتال (…) كل يدافع عن نفسه، فالصدر يريد أن يقتل ويذبح، والجيش والشرطة لا اعتماد عليهما، وأنا أبلغت رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي) أني لا أثق بجيشه ولا بشرطته”.

وقد أثارت تلك التسجيلات غضب الصدر الذي طالب المالكي باعتزال العمل السياسي ودعا حلفاءه إلى التبرؤ منه، لكن مثل ما هو مرجح نجح رئيس ائتلاف دولة القانون في احتواء تداعيات التسريبات.

'