نيوم السعودية تضاعف استثمارات الهيدروجين – مصدر24

نيوم السعودية تضاعف استثمارات الهيدروجين

ضاعفت السعودية استثماراتها في مجال الطاقة النظيفة بمنطقة نيوم فائقة التكنولوجيا عبر شراكة مع شركة لازارد المالية لتقديم المشورة، حيث تشكل نيوم ركيزة تحولات اقتصادية لتنويع مصادر التمويل بالاستناد على قواعد الذكاء الاصطناعي.

الرياض – أعلنت السعودية عن إطلاق مشروع استثماري في الهيدروجين بالشراكة مع لازارد المالية، استعدادا لإنتاج الأمونيا الخضراء وتصديرها إلى الأسواق العالمية في ظل خطط الدولة لتنويع مصادر الدخل عبر المشروع التطويري فائق التكنولوجيا على البحر الأحمر.

وقالت مصادر إن مشروعا مشتركا يضم “إير بروداكتس” و”أكوا باور” ونيوم استعان بشركة لازارد المالية لتقديم المشورة بشأن مشروع مزمع للهيدروجين بقيمة خمسة مليارات دولار في منطقة نيوم الاقتصادية التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة في السعودية.

وقال مصدران مطلعان إن لازارد التي قدمت المشورة لشركة النفط العملاقة أرامكو السعودية في طرحها العام الأولي في 2019، خاطبت بنوكا لقياس مدى إقبالها على المشروع.

ولم ترُد لازارد و”إير بروداكتس” أكبر شركة في العالم لإنتاج الهيدروجين ومقرها نيويورك وشركة “أكوا باور” السعودية لتطوير الطاقة ونيوم على طلبات للتعليق.

وفي يوليو الماضي، قالت الشركات إن المشروع الذي سيكون مملوكا للشركاء الثلاثة بالتساوي، سينتج الأمونيا الخضراء لتصديرها إلى الأسواق العالمية.

ومن المتوقع أن تقترض السعودية عشرات المليارات من الدولارات هذا العام لملء خزائن الدولة التي تضررت من هبوط أسعار النفط، ودعم السيولة في كيانات حكومية مثل صندوق الاستثمارات العامة المستثمر الرئيسي في نيوم.

5

مليارات دولار قيمة مشروع للهيدروجين بنيوم بالاستعانة بقواعد الذكاء الاصطناعي

ونيوم التي جرى الإعلان عنها في 2017 باعتبارها إحدى دعائم الخطط السعودية لتنويع موارد الاقتصاد، هي مشروع تطويري فائق التكنولوجيا على البحر الأحمر يضم عدة مناطق منها منطقة صناعية ومناطق للخدمات اللوجستية ومن المتوقع إتمامها في 2025.

وكشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا الأسبوع عن خطط لبناء مدينة خالية من الكربون بنيوم، بتكلفة للبنية التحتية تتراوح بين 100 و200 مليار دولار.

وصندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادي السعودي هو المستثمر الأساسي في نيوم، وهو مشروع تنموي مساحته 26500 كيلومتر مربع، ويعتمد على التكنولوجيا المتقدمة ويشمل عدة مناطق صناعية ولوجستية من المزمع أن يتم الانتهاء منها في عام 2025.

ويندرج المشروع ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحويل السعودية إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتكنولوجيا.

وستتيح هذه الخطط للرياض فرصة تحقيق نقلة نوعية في مجال الطاقة وتسريع طموحات الدولة على المدى المتوسط والبعيد، خصوصا في ظل الهزات التي يعيشها قطاع النفط الأمر الذي يدعو إلى تنمية القطاعات الأخرى لدعم إسهاماتها في الاقتصاد.

ووقّعت نيوم في ذروة أزمة انهيار أسعار النفط خلال يوليو 2019 اتفاقية بقيمة خمسة مليارات دولار مع شركة “إير بروداكتس” الأميركية العالمية الرائدة في مجال الغازات الصناعية وشركة “أكوا باور” السعودية، وهي مطوِّر ومستثمر ومشغل لمجموعة من محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه مملوكة بنسبة 40 في المئة لصندوق الاستثمارات السيادي السعودي، من أجل تطوير مشروع للطاقة المتجددة.

مشروع الهيدروجين المتجدد يعد الأكبر من نوعه في العالم، وتكمن أهميته في اتساقه مع جهود نيوم لتحقيق الريادة في إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الأخضر عالميًّا

وواجه الاقتصاد السعودي تحديات غير مسبوقة جراء انهيار أسعار النفط حيث تقلصت المداخيل وضعف الميزان التجاري، ما تسبب في تراجع التصنيف الائتماني في ظل محاولات الرياض ترتيب الإنفاق وتنويع مصادر التمويل عبر زيادة الضريبة على القيمة المضافة.

وزاد الإقبال على الهيدروجين باعتباره خيارا للوقود النظيف في المستقبل، ويزداد الترويج له باعتباره السبيل لخفض انبعاثات الكربون من قطاعي الصناعات الثقيلة والنقل مرتفعي الانبعاثات.

وسيتكون المشروع البالغة تكلفته خمسة مليارات دولار من مصنع للأمونيا الخضراء بطاقة 1.2 مليون طن سنويا، والذي سيستخدم الهيدروجين المنتج من محلل كهربائي يجري تشغيله بما يزيد عن أربعة جيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المخزنة. ومن المقرر بدء الإنتاج في 2025.

ويعد مشروع الهيدروجين المتجدد الأكبر من نوعه في العالم، وتكمن أهميته في اتساقه مع جهود نيوم لتحقيق الريادة في إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الأخضر عالميًّا.

ويهدف هذا المشروع الذي يعد من بين الأكبر في العالم، إلى توفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي ولمواجهة تحديات التغير المناخي من خلال حلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية.

وسيكون المشروع نقطة محورية في رحلة نيوم لتصبح الوجهة الأهم دوليا في تقديم الحلول المستدامة بطريقة تجذب المستثمرين وأفضل العقول من كل العالم لتسريع التطور البشري.

ومن شأن هذا المشروع فتح الباب أمام الكثير من الفرص الواعدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وسيعزز قدرة البلاد على العمل مع دول العالم لتُحقق أهدافها في إنتاج الطاقة النظيفة.

كما سيحرص على توظيف الخبرات وأحدث ما توصلت إليه التقنيات المتطورة في مجال الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج طاقة خضراء مستدامة ومتاحة عالمياً.

وسيعتمد المشروع المشترك على تكنولوجيا مثبتة الفعالية وعالمية المستوى، وسيجمع بشكل متكامل بين توليد ما يزيد على أربعة جيغاوات من الطاقة المتجددة المستمدّة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين.

وسينتج كذلك الهيدروجين من خلال التحليل الكهربائي وسيعمل على إنتاج النيتروجين عن طريق فصل الهواء باستخدام تقنية “إير بروداكتس” المثبتة في هذا المجال.

'