هجمات #بوكو_حرام تمنح #التشاديين “اضاحي” بأسعار مخفضة – مصدر24
هجمات #بوكو_حرام تمنح #التشاديين “اضاحي” بأسعار مخفضة

هجمات #بوكو_حرام تمنح #التشاديين “اضاحي” بأسعار مخفضة

“مصائب قوم عند قوم فوائد”.. ربما ينطبق هذا المثل على ما حدث بتشاد إثر الهجمات المتواترة التي استهدفت، بداية سبتمبر/ أيلول الماضي، رعاة الماشية من قبل جماعة “بوكو حرام” النيجيرية، واستيلائهم على أكثر من 4 آلاف رأس ماشية ما دفع الحكومة التشادية لحظر تصديرها نحو نيجيريا ما أغرق السوق المحلية بالأضحية فانخفض سعرها.

فتعديل أسعار الأضاحي في السوق التشادية لهذا العام، على خلفية هجوم بوكو حرام، لم يثر ذات البهجة والارتياح لدى الجميع. فبقدر استحسان السكان لفكرة حصولهم على خروف بأسعار في المتناول، أعرب العديد من باعة الماشية الذين التقاهم مراسل الأناضول، عن سخطهم، متّفقين على شعور “عدم الرضا” الذي ينتابهم.

وهو شعور يجد تبريره في انخفاض لأسعار الأضاحي في السوق، فكبش العيد الذي كان ثمنه، العام الماضي، 45 ألف فرنك أفريقي (95 دولارًا)، يعرض حاليًا بسعر يتراوح بين 25 إلى 30 ألف فرنك أفريقي (70 إلى 80 دولارًا).

حامد أسيليك، أحد باعة الماشية في العاصمة التشادية، نجامينا، منذ أكثر من 3 عقود، لم يخف، في حديثه للأناضول، امتعاضه وقلقه ممّا يحصل، قائلا: “وضْعنا يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، فبعد إغلاق الحدود مع أفريقيا الوسطى، تلاه إجراء مماثل مع نيجيريا.. في السابق، كان كلّ ما نخشاه هو الطاعون البقري (مرض فيروسي حاد)، أمّا اليوم، فنحن نخشى ما سيتمخّض عنه الغد المجهول”.

كان الرجل يتحدّث، وشفتاه ترتجفان من شدّة الانفعال، مضيفا أنّ “ما من خيار أمامنا سوى انتظار فترة ما بعد العيد، على أمل أن يرسل الله لنا من يريحنا من كلّ هذه البضائع (الماشية)”.

أمّا بالنسبة لـ “حسن أوشار”، وهو بائع للماشية أيضا، فيرى أنّه “مهما كثرت الأضاحي في هذه الفترة، فإنّه من الممكن بيعها جميعًا لأن هذا موسم مهم”.

وتابع: “الأسعار لم تنخفض، وإنما هناك بعض التجّار الذين يتطلّعون لبيع بضائعهم بسرعة، اعتمادا على سياسة تخفيض الأسعار”.

غير أنّ الوجه الآخر للموضوع يتّسم بغير ما أبداه الباعة والتجار عموما من امتعاض ممزوج ببعض الأمل، فالمقبلين على ابتياع أضحية العيد، وجدوا في وفرة الماشية وانخفاض الأسعار، سندًا لهم يقيهم النفقات الباهظة التي يتكبّدونها جرّاء تتالي المناسبات (شهر رمضان، عيد الفطر، عيد الأضحى والعودة المدرسية).

“مصائب قوم عند قوم فوائد”.. هكذا استهلّ “عودة داوود تكولولو” الموظف في إحدى المؤسسات الحكومية في تشاد حديثه لمراسل الأناضول، الذي كان يتحدث وكلماته تنضح بسرور لم يحاول إخفاءه، “سنتمكّن هذه السنة على الأقلّ من ابتياع كبش العيد بسعر مناسب، وفي الوقت الملائم. ففي العادة، يتوافد الناس بكثرة لشراء الأضاحي قبل العيد بفترة، تفاديا لارتفاع الأسعار كلما اقترب اليوم الموعود”.

وبالنسبة للحكومة التشادية، فإنّ الموضوع لا يكتسي أهمّية بالغة أو يشكّل أولوية بالنسبة إليها، بما أنّ “بيع الماشية يندرج ضمن الأنشطة الحرّة، ويعود للتجار تحديد الأسعار وفقا لقانون العرض والطلب”، بحسب ما صرّح به للأناضول أحد المسؤولين بوزارة التجارة في تشاد، طالبا عدم الكشف عن هويته.

رئيس الوزراء التشادي، جوزيف جمرنقار دادناني، كان أمر، العام الماضي، خلال جولة تفتيشية شملت سوق الماشية، التجار بخفض الأسعار.

المسؤول الحكومي عقّب عن الموضوع قائلا إنّ “الباعة قاموا يومها بجمع قطعانهم والتوجّه نحو الأدغال”.

ويرتكز الاقتصاد التشادي على غرار معظم بلدان الساحل الأفريقي، على أربعة قطاعات فرعية، تمثّل 55 % من ناتجها الإجمالي المحلّي، وهي تربية الماشية، والزراعة، والغابات وصيد الأسماك.

وتمتلك تشاد حوالي 4 ملايين و827 ألف رأس ماشية، وهو ما يمثّل أحد المصادر الرئيسية للبروتين (الألبان واللحوم)، غير أنّها تبقى غير كافية، مقارنة مع احتياجات السكان، وفقا لبيانات مديرية الثروة الحيوانية في تشاد.

و”بوكو حرام” بلغة قبائل “الهوسا”، المنتشرة في شمالي نيجيريا المسلم، تعنى “التعليم الغربى حرام”، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.

المصدر: وكالة الاناضول

'