هدوء حذر في بيروت بعد ليلة حافلة بالاشتباكات – مصدر24

هدوء حذر في بيروت بعد ليلة حافلة بالاشتباكات

هدوء حذر في بيروت بعد ليلة حافلة بالاشتباكات

بيروت- يسود هدوء حذر العاصمة اللبنانية بيروت بعد أن شهدت ليلة حافلة بالمواجهات حيث تجددت التحركات والاحتجاجات الشعبية مساء الجمعة لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على ارتفاع صرف سعر الدولار وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وشهدت ساحة رياض الصلح في وسط بيروت مواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين، الذين أقدم عدد كبير منهم على تكسير واجهات المحلات والمكاتب، وإضرام النيران فيها.

واندلعت في ساحات مدينة طرابلس مواجهات عنيفة حطم المحتجون خلالها واجهات المحال التجارية والمؤسسات العامة الخاصة، وأضرموا النيران ببعضها وبحاويات النفايات.

واستمرت المواجهات وعمليات الكر والفر بين المحتجين وقوات الجيش إلى بعد منتصف الليل حيث تمكنت عناصر الجيش من استعادة السيطرة والزام المحتجين بالتراجع إلى عمق الشوارع الداخلية.

وعمدت قوات الجيش إلى فتح معظم الطرق التي قطعها المحتجون، حيث تشهد الشوارع صباح السبت حركة سير خفيفة، فيما فتحت معظم المحال التجارية أبوابها.

 

وكشفت غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة الاسلامية في لبنان السبت إصابة أكثر من 49 شخصا بينهم ستة  عسكريين خلال المواجهات في طرابلس بشمال البلاد.

وقالت غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة الاسلامية ، في بيان صحفي بثته “الوكالة الوطنية للاعلام” ، إن الإصابات تنوعت بين الاختناق والجروح والرضوض حيث جرى نقل  بعض المصابين إلى مستشفيات المدينة.

وكانت احتجاجات شعبية قد انطلقت مساء الخميس وعمت مختلف المناطق اللبنانية وقطعت الطرقات بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية.

وسجّلت الليرة اللبنانية الخميس، انخفاضاً غير مسبوق أمام الدولار في السوق السوداء لامس عتبة الخمسة آلاف، في تدهور متسارع لبلد يشهد انهياراً اقتصاديّاً متفاقماً.

وكان مئات اللبنانيين قد نزلوا إلى الشوارع ليل الخميس الجمعة في طرابلس وعكار شمالاً، وصيدا وصور جنوباً وفي البقاع شرقاً، وفي بيروت. وأحرقوا إطارات ومستوعبات نفايات وقطعوا طرقاً رئيسة وفرعية، وهتفوا ضد حكومة حسان دياب.

وتنذر تحركات الشارع المحتج منذ الخميس والتي شهدت اشتباكات مع قوات الجيش بصيف ساخن سيزيد في إرباك النظام وخاصة حكومة حسان دياب التي ترفع شعار محاربة الفساد.

وتعهدت السلطات اللبنانية الجمعة ضخّ مزيد من العملة الأميركية في السوق لِلجم الانهيار غير المسبوق للّيرة المحلية.

وقال الرئيس ميشال عون في مستهلّ جلسة حكومية طارئة في القصر الرئاسي، أعقبت جلسة أولى قبل الظهر، “توصلنا إلى تدبير سيبدأ تنفيذه الاثنين المقبل يقوم على تغذية السوق بالدولار من قبل مصرف لبنان، وعليه، يُفترض أن يتراجع سعر الصرف تدريجياً”.

ونقَلَ، وفق تصريحات نشرها حساب الرئاسة على تويتر، تأكيد خبراء ماليين أنه “لا يمكن للدولار أو أي عملة أخرى أن تقفز خلال ساعات إلى هذا الحدّ، وهذا ما يُبعد صفة العفوية عن كل ما حصل ويؤشر لمخطط مرسوم نحن مدعوون للتكاتف لمواجهته”.

وأكّد مصرف لبنان ليلاً أنّ المعلومات المتداولة عن سعر الصرف “بعيدة عن الواقع”.

وطلب مجلس الوزراء من الأجهزة الأمنية “التشدّد في قمع جميع المخالفات وإحالتها فوراً على المراجع القضائية المختصة”، تزامناً مع إعلان الأمن العام توقيف خمسة أشخاص يقومون بعمليات صرافة في السوق السوداء.

وقال دياب في مستهل مجلس الوزراء إن البلاد “لم تعد تحتمل خضات إضافية (…)، ولا بدّ من اتخاذ اجراءات عملية تعطي مناعة أكبر للحكومة والدولة”.

وتبدو حكومة حسان دياب منذ تشكيلها، عاجزة عن احتواء الأزمة والحدّ من انعكاساتها معيشياً. ويتهمها متظاهرون وناشطون وقوى معارضة بمواصلة اتباع سياسة المحسوبيات في القرارات والتعيينات، بخلاف ما تعهّدت به.

وتواصل الجمعة قطع طرق رئيسة في مناطق عدة، وعملت قوى الأمن على فتحها. ويحتج المتظاهرون أيضا على الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الاستهلاكية وخسارة قدرتهم الشرائية.

'