هل تقود وساطة خليجية إلى مشاركة العاهل المغربي في قمة الجزائر – مصدر24

هل تقود وساطة خليجية إلى مشاركة العاهل المغربي في قمة الجزائر

الرباط- الجزائر- توقعت مصادر مغربية مطلعة أن يشارك العاهل المغربي الملك محمد السادس في قمة الجزائر المقررة في نوفمبر القادم، وهي خطوة إن تمت ستكون تجسيدا لتصريحات سابقة له عن “تغليب منطق الحكمة” بين البلدين ولدعوات إلى التهدئة كان أطلقها في العديد من المناسبات من بينها خطابه الأخير بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لجلوسه على العرش.

وقالت المصادر إن مشاركة العاهل المغربي جاءت تتويجا لوساطة خليجية عملت على إذابة الجليد بينه وبين الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يقبل بمقتضاها الملك محمد السادس المشاركة في القمة على أن تبادر الجزائر إلى خطوات للتهدئة من بينها إقالة منسق الصحراء عمار بلاني المعروف بتصريحاته الحادة تجاه المغرب، وكذلك وقف الحملات الإعلامية.

 

 مشاركة الملك محمد السادس ستعطي دفعة قوية للقمة العربية بالجزائر ليس فقط بحضوره الشخصي، ولكن من خلال حضور دول عرفت بدعمها لمقاربة المغرب

وفي أول مؤشرات الانفراج بين البلدين، من المنتظر أن يصل وزير العدل الجزائري عبدالرشيد طبي إلى المغرب لتسليم دعوة المشاركة في القمة العربية المقبلة إلى الملك محمد السادس، وهو ما سيكون أول اتصال بين البلدين منذ نشوب الأزمة الدبلوماسية بين الطرفين العام الماضي والتي تطورت إلى قطيعة شاملة بقرار جزائري.

وفي مؤشر ثان، قامت الجزائر بإقالة مبعوثها في ملف الصحراء وإلغاء المنصب، خاصة أن بلاني عرف بتصريحاته المستفزة للمغرب، الأمر الذي اعتبر خطوة في سبيل التهدئة تجاه الرباط وإقناع العاهل المغربي بالحضور للقمة.

وعاب معارضون على الرئيس الجزائري منذ البداية تعيين بلاني في منصب مبعوث وزير الخارجية في ملف الصحراء والمنطقة المغاربية، فهو لم يحقق شيئا فيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية مع دول المنطقة، كما أن دوره اقتصر منذ تعيينه على إطلاق التصريحات الحادة التي تزيد في تعميق الأزمة مع المغرب.

ومن شأن مشاركة الملك محمد السادس أن تعطي دفعة قوية للقمة العربية بالجزائر ليس فقط بحضوره الشخصي، ولكن من خلال حضور دول عرفت بدعمها لمقاربة المغرب في الخلاف مع الجزائر مثل دول الخليج ومصر. وقد نشطت تسريبات عن أن أغلب هذه الدول كانت ستشارك بحضور من مستوى ثان في القمة، وأن هذا التغيير قد يساعد على رفع مستوى المشاركة لتكون على مستوى الزعماء والقادة، وهو ما قد يسمح للقمة باتخاذ قرارات ومواقف مهمة لاسيما في ما يتعلق بالخلاف المغربي – الجزائري.

 

 من المنتظر أن يصل عبدالرشيد طبي إلى المغرب لتسليم دعوة المشاركة في القمة إلى الملك محمد السادس

ويقول مراقبون إن الفرصة مواتية للجزائر كي تعيد للقمة وزنها من خلال ضمان مشاركة أوسع، وفي نفس الوقت كسر حالة العزلة التي تعيشها الدبلوماسية الجزائرية على المستوى العربي، وهو ما عكسته جولة وزير الخارجية رمطان لعمامرة لتسليم دعوات المشاركة في القمة، حيث لم يحصل على تعهدات واضحة بمشاركة العديد من الرؤساء والزعماء. ويرى المراقبون أن لا قيمة لقمة عربية لا تنجح في لمّ الشمل، وهو الشعار الذي ترفعه الجزائر، لكنها لم تكن تسعى لتحقيقه منذ البداية قبل أن تصطدم بحقيقة وزنها عربيا مقارنة بوزن المغرب، وتكتشف أن الشعارات الخاصة بالملفين الفلسطيني والسوري لم تعد مهمة في مرحلة عربية تتسم بالبراغماتية وبناء علاقات تقوم على تبادل المصالح، وهو ما دعاها إلى تغيير خطابها قبل القمة.

ويعتقد هؤلاء المراقبون أن الظروف التي أحاطت بالقمة يمكن أن توفر درسا للجزائر لمراجعة علاقاتها الخارجية، وخاصة العلاقة المتوترة مع المغرب، وأن تتراجع عن خطواتها السابقة بقطع العلاقات وإغلاق الحدود من جانب واحد، وأن تترك باب الحوار مفتوحا، وأن تراجع موقفها من بوليساريو وتخفف من الرهان على جواد خاسر تجاوزته الأحداث، وأن تستجيب لدعوات العاهل المغربي للحوار.

وسبق للملك محمد السادس أن دعا الرئيس الجزائري إلى “تغليب منطق الحكمة”، والعمل في أقرب وقت على تطوير العلاقات بين الجارين.

وفي أغسطس من العام الماضي، قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب بسبب ما سمته “حملة عدائية متواصلة ضدها”، ووصفه المغرب بأنه اتهام زائف وعبثي. وحظرت بعدها تحليق الطيران المغربي فوق أجوائها، كما لم يتم تجديد عقد خط أنابيب الغاز المار عبر أراضيها وصولا إلى إسبانيا.

وقال العاهل المغربي في الذكرى الـ23 لجلوسه على العرش “إننا نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك”.

 

 

'