هل حاولت طهران الثأر لفخري زادة أم سعت لتوجيه مجرد رسالة – مصدر24

هل حاولت طهران الثأر لفخري زادة أم سعت لتوجيه مجرد رسالة

تطرح تفاصيل استهداف إيران لسفارة إسرائيل في نيودلهي تساؤلات بشأن ما أرادت طهران تحقيقه من خلال العملية؛ هل حاولت الثأر لمقتل عالمها النووي محسن فخري زادة وفشلت أم أنها سعت من خلال العملية إلى مجرد توجيه رسالة إلى تل أبيب دون الوقوع في المحظور على أراض صديقة؟

نيودلهي – اتهمت الهند الإثنين إيران بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف السفارة الإسرائيلية في نيودلهي يوم 29 يناير الماضي، في حادثة أدرجها مراقبون ضمن مساعي طهران للثأر لعالمها النووي محسن فخري زادة الذي اغتيل في نوفمبر الماضي في حادثة نوعية اُتهمت تل أبيب بالوقوف وراءها.

وتوصلت التحقيقات إلى أن المواد المتفجرة وُضعت في مكان قريب من مقر السفارة الإسرائيلية من قبل أشخاص ينتمون إلى الطائفة الشيعية، وفُجّرت عن بعد.

وأوضحت التحقيقات أن منفذي التفجير تركوا بعض الآثار التي تشير إلى وقوف تنظيم داعش الإرهابي وراء الحادثة بهدف التضليل.

ولفتت إلى إعداد قائمة بأسماء المشتبه بهم، مشيرة إلى أن التفجير جزء من حملة “الحرب الممنهجة” التي تقوم بها قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ضد إسرائيل.

وأواخر يناير الماضي وقع انفجار أمام سفارة إسرائيل في العاصمة الهندية، مما ألحق أضرارا بسيارات دون أن يوقع إصابات حسبما أعلنت الشرطة.

و ذكرت القناة الإسرائيلية 13 أن الانفجار وقع على بعد 50 مترا من السفارة في نيودلهي، وأنه “نتج من عبوة ناسفة بدائية الصنع”.

منفّذو عملية التفجير تركوا بعض الآثار التي تشير إلى وقوف تنظيم الدولة الإسلامية وراء الحادثة بهدف التضليل

وأكّد سفير إسرائيل في الهند السبت أنّ سفارة بلاده في نيودلهي كانت في حالة تأهب قصوى بسبب تلقيها “تهديدات” حتى قبل الانفجار.

وقال السفير رون مالكا إنه لم يفاجأ بهجوم الجمعة “كان يمكن أن ينتهي هذا بشكل مختلف في ظروف أخرى لذلك كنا محظوظين”.

وتابع “نحن جاهزون دائما، رفعنا مستوى التأهب في الأيام الماضية بسبب بعض التهديدات”، دون أنّ يقدم مزيدا من التفاصيل، مؤكدا “لم نفاجأ”.

وآنذاك قالت وسائل إعلام هندية إنه تم العثور على رسالة تحمل اسمي قاسم سليماني وفخري زادة في موقع الانفجار قرب السفارة الإسرائيلية.

وبحسب التقارير كانت رسالة التهديد مكتوبة بخط اليد باللغة الإنجليزية، ولكنها مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية وأشارت إلى أن السفير “إرهابي يعمل للأمة الإرهابية”.

وحذرت الرسالة “استعدوا الآن للانتقام الأكبر والأفضل لأبطالنا”. وانتهت الرسالة بالقول “كل ما تبقى لك (السفير) أن تعد الأيام”.

وسليماني هو قائد ميليشيا فيلق القدس الذي قتل أوائل العام الماضي في غارة أميركية في بغداد، بينما محسن فخري زادة عالم نووي إيراني قتل هو الآخر أواخر العام الماضي، وتتهم طهران إسرائيل بالمسؤولية عن اغتياله.

وتوعدت طهران مرارا بالانتقام لمقتل سليماني وفخري زادة من واشنطن وتل أبيب، فيما بلغ التوتر بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة أوجه خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب.

وذكرت صحيفة هندوستان نقلا عن خبير في مكافحة الإرهاب أن القنبلة لم تكن عالية الشدة ولم تستهدف خسائر بشرية، لأن الإيرانيين “لم يرغبوا في إحراج الهند، لكن الرسالة كانت واضحة والتهديد حقيقي”.

Thumbnail

ويقول مراقبون إن إيران بعثت برسالة مباشرة لعدوتها تل أبيب مفادها أنها قادرة على استهداف مصالحها في أي مكان، مشيرين إلى أن العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الجيدة مع نيودلهي كانت حاجزا أمام مجازفة طهران بتنفيذ عملية تفجيرية على أراض صديقة قد تكون لها تبعات وخيمة.

ويعاني الاقتصاد الإيراني من عقوبات أميركية أدت إلى تدهوره بشكل حاد، بينما كانت الهند من أكبر المشترين لنفط إيران بطرق ملتوية للالتفاف على العقوبات الأميركية.

ويأتي استهداف طهران لسفارة تل أبيب في نيودلهي بعد أكثر من أسبوع على تنصيب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الذي أبدى رغبة في الانفتاح على طهران والعودة إلى الاتفاق النووي، وهي رغبة يقول متابعون إنها كبحت اندفاعة طهران للثأر لعدم تعقيد الخلافات مع واشنطن أكثر والاكتفاء بإيصال رسالة.

ورغم أن اغتيال فخري زادة شكل ضربة قاصمة لمشروع إيران النووي، إلا أن طهران لم تتوخّ إلا سياسة الاستفزاز، حسب محللين، ولم تقدم على أي خطوة قد تثير الولايات المتحدة حليفة إسرائيل.

واغتيل فخري زادة (أبو القنبلة النووية الإيرانية) بعد استهداف موكبه في مدينة آب سرد بمقاطعة دماوند شرق طهران في 27 نوفمبر 2020.

واتهمت إيران جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) بتنفيذ ما أسمته عملية معقدة باستخدام أسلوب جديد بالكامل لاغتيال العالم النووي.

ولم تعلق إسرائيل رسميا على اتهامها من قبل إيران بالوقوف خلف الاغتيال، لكنّ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو صرّح عام 2018 بأن فخري زادة مسؤول عن برنامج عسكري نووي إيراني لطالما نفت طهران وجوده.

واغتال الموساد سلسلة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين منذ منتصف يناير 2007، دون أن تعلن إسرائيل ذلك رسميًا، لكنه فشل في السابق في اغتيال فخري زادة.

'