واتساب امبراطورية إعلامية تنال ثقة ملياري مستخدم لحصانتها – مصدر24
واتساب امبراطورية إعلامية تنال ثقة ملياري مستخدم لحصانتها

واتساب امبراطورية إعلامية تنال ثقة ملياري مستخدم لحصانتها

واتساب امبراطورية إعلامية تنال ثقة ملياري مستخدم لحصانتها

تصاعدت شعبية واتساب بسرعة كبيرة ليثبت هيمنة فيسبوك على عالم التواصل الاجتماعي بملياري مستخدم، حيث نجحت في تقديمه كوسيلة يسيرة الاستخدام يسهل التعامل معها عبر الهاتف في أي مكان، وتقدم جميع المزايا التي يحتاجها المستخدم بأقصى درجات الحماية.

نيويورك – أعلن تطبيق واتساب للمراسلة المملوك لفيسبوك أن عدد مستخدميه حول العالم تخطى حاجز المليارين، لكنه أشار إلى أن هذا النمو يبرز تحديات كبيرة تطرحها حماية البيانات الخاصة بهذا العدد من المشتركين.

وقالت الشركة في رسالة على مدونتها الرسمية “يسرّنا إعلامكم بأن عدد مستخدمي واتساب في العالم تخطى مليارين”، مضيفة “نحن ندرك أننا كلما ازدادت درجة اتصالنا ازدادت معها ضرورة حماية” البيانات.

وتدرك شركة فيسبوك المالكة للتطبيق أن أحد الأسباب الرئيسية في زيادة عدد مستخدمين هو خاصية التشفير التي تمنع طرفا ثالثا غير المرسل والمتلقي من الاطلاع على مضمون المحادثات والرسائل.

وقد نمت شعبية واتساب بسرعة كبيرة ليصبح أحد أكثر التطبيقات نجاحا في “عائلة” فيسبوك التي اشترت التطبيق في 2014، مع بساطة استخدامه وسهولة التعامل معه في أي مكان وشعبيته بين جميع الشرائح الاجتماعية والعمرية.

وبات واتساب بمثابة شبكة إعلامية متكاملة تتضمن كل ما يحتاجه المستخدم، من أخبار ومعلومات وصور وتسجيلات صوت ومقاطع فيديو وملفات على اختلاف أنواعها، مع إمكانية تبادلها مع مشتركين آخرين ببساطة وسهولة عبر الهاتف، إضافة إلى إمكان التخابر بالصوت أو بالفيديو، وهو يؤمن درجة عالية من الحماية للرسائل، دون التعرض لإزعاج الإعلانات.

وذكرت الشركة في رسالتها “لهذا فإن كل رسالة خاصة يُبعث بها عبر واتساب تكون مرمزة حكما بتقنية التشفير التام بين الطرفين. فالتشفير القوي يؤدي دور قفل إلكتروني غير قابل للكسر بما يضمن سلامة المعلومات المرسلة عبر واتساب ويحمي المستخدمين من قراصنة المعلوماتية والمجرمين”.

وأضافت الشركة “نبدي راهنا التصميم عينه كما كنا منذ انطلاقنا، على المساعدة في توفير القدرة على التواصل الخاص وحماية الاتصالات الشخصية لملياري مستخدم حول العالم”.

ولم تحدد الشركة كيف حسبت عدد المستخدمين، لكنها ذكرت في 2014 أن لديها 500 مليون مشترك، عندما اشترت فيسبوك التطبيق في صفقة قيمتها 19 مليار دولار لتعزيز شعبيتها ولاسيما بين المستخدمين الأصغر سنا.

ونجح التطبيق في التحول إلى امبراطورية تضم مستخدمين من أنحاء العالم وهو الأكثر شعبية في العالم العربي، وقد لعب دورا بارزا في تحريك احتجاجات لبنان، عندما أعلنت الحكومة اللبنانية في 17 أكتوبر عزمها فرض رسم مالي على الاتصالات المجانية التي تتم عبر تطبيقات المراسلة الإلكترونية مثل واتساب.

وفجّر ذلك غضب اللبنانيين الذين نزلوا إلى الشوارع تعبيرا عن رفضهم لهذه الإجراءات، مرددين عبارة “الشعب يريد إسقاط النظام”، وتراجعت الحكومة بعد ذلك عن فرض الرسم المالي، لكن آلاف اللبنانيين واصلوا احتجاجهم.

وأصبح تطبيق واتساب هو الأكثر استخداما بين الناشطين والمتظاهرين في لبنان والعراق لتنظيم تحركاتهم ونشاطاتهم حيث تم إنشاء مجموعات عبر التطبيق تضم ناشطين وصحافيين.

تقنية التشفير محل انتقادات الحكومات بدعوى أنها تتيح للخارجين على القانون الإفلات من الرقابة

وإلى جانب الدور التنظيمي، يلعب واتساب دورا إعلاميا من خلال تداول الأخبار والصور والفيديوهات المتعلقة بالاحتجاجات. فالكثير من المعلومات التي تنتشر على مواقع التواصل مثل تويتر وفيسبوك ووسائل الإعلام التقليدية، يكون مصدرها الأساسي واتساب قبل انتقالها إلى تلك المواقع.

كما شكل واتساب وسيلة تعبير لأشخاص لا يريدون الظهور بمواقف سياسية علنية على منصات التواصل الاجتماعي نتيجة الخوف أو لأسباب شخصية أخرى.

وأكد ناشطون أنهم يعتمدون خلال الاحتجاجات بشكل رئيسي على واتساب في تنسيق الحراك ومتابعة الأحداث حيث تنقل المعلومات بطريقة غير انتقائية عبر واتساب ويمكن العودة إليها بسهولة تامة بعكس بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل بخوارزميات معقدة لا تتيح للمتتبع الاطلاع على كافة المعلومات المنتشرة عليها.

ويقترب عدد مستخدمي واتساب من عدد مستخدمي فيسبوك الذين وصلوا إلى مليارين ونصف المليار وفق آخر إحصائية نشرتها فيسبوك في بداية العام الحالي، ومن المرجح أن ينجح التطبيق في اللحاق بالموقع، حيث زادت الشركة درجة ترميز المحادثات عبر الخدمة والمعروفة باسم “التشفير بين الطرفيات” بصورة كبيرة بما يساعد المستخدمين على التواصل بسرية وعدم فك تشفير الرسائل إلا من خلال مستقبلها الحقيقي. ولكن هذه التقنية أصبحت محل انتقادات من جانب الحكومات وسلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة والعالم لزيادة القدرة على اعتراض البيانات. بدعوى أنها تتيح للمستخدمين الخارجين على القانون الإفلات من رقابة أجهزة الأمن.

وفي مقدمة التحديات التي تواجه التطبيق، تبرز مسألة التأقلم مع السياسات والقوانين في الدول التي تسمح له بتقديم خدماته فيها،

ففي السعودية، ظل تطبيق واتساب محظورا لفترة طويلة، قبل أن تقرر السلطات رفع الحظر عنه.

ونجح التطبيق في القيام بدور إيجابي في مناطق عديدة من العالم، وتحول إلى وسيلة للتصدي للدعاية الجهادية في بلد مثل مالي حيث انتشرت الدعاية الجهادية فيها كالنار في الهشيم خصوصا في مناطق الريف البعيدة، ومع إمكانية بلوغ الناس بسهولة شبكات الهاتف المحمول والإنترنت.

ولم يستطع المناهضون للجهاديين الظهور علنا خشية التعرض للانتقام، فوجدوا في واتساب وسيلة مثالية للتوجه إلى الناس والشباب على وجه الخصوص. وفرض تطبيق واتساب، الذي يسمح بتوجيه رسائل صوتية، نفسه بديلا عن “راديو الساحل”.

خاصية التشفير أحد الأسباب الرئيسية في زيادة عدد المستخدمين
خاصية التشفير أحد الأسباب الرئيسية في زيادة عدد المستخدمين

وأصبحت رسائل الداعين إلى التسامح والوسطية تنتقل عبر تطبيق واتساب، وهم متوارون عن الأنظار.

وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة “ديجيتال نيوز ريبورت” أن تطبيق واتساب أصبح واحدا من أكثر الوسائل السائدة للاطلاع على الأخبار ومناقشتها.

وذكرت أن تبادل الأخبار ومناقشة تفاصيلها كان أكثر ما تناوله مستخدمو تطبيقات المراسلات الفورية، ولاسيما واتساب.

ويعد واتساب الآن هو ثاني أكبر منصات التواصل الاجتماعي انتشارا في الحصول على الأخبار في تسع دول من بين 36 موقعا، وثالث أكبر منصة شيوعا في خمس دول أخرى.

وقال معدو الدراسة إن هناك عدة أسباب لارتفاع شعبية واتساب، منها خاصية التشفير الكلي للرسائل، ما يعني أنه لا يتمكن من رؤية الرسائل سوى مرسلها ومستقبلها، وهو ما يوفر

 حماية تامة للمستخدمين من مراقبة السلطات.

من ناحية أخرى، يواجه تطبيق واتساب منافسة شرسة في عالم يتطور تقنيا بشكل متسارع، فهو بحاجة إلى ابتكار المزيد من الخدمات للحفاظ على نموه ومستخدميه، ومن الصعوبات التي يواجهها مطورو التطبيق، إدراج الخدمات والسلع التي يمكن للمستخدمين شراؤها باستخدام خدمة التحويل المرتقبة، ومن هذه الخدمات، دفع الفواتير وشراء تذاكر السينما والمواصلات.

وكان مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي ومؤسس فيسبوك قد كشف في العام الماضي عن اعتزام الشركة إضافة طبقة حماية أمنية لخدمات المحادثات والتراسل عبر ماسنجر فيسبوك كجزء من خطة ستتيح لمستخدمي تطبيقات التواصل الاجتماعي التابعة لها وهي واتساب وماسنجر وإنستغرام بتبادل الرسائل بين التطبيقات الثلاثة.

'