واشنطن تتّهم وباريس تبرّئ: هل أخفى حزب الله متفجرات في أوروبا – مصدر24

واشنطن تتّهم وباريس تبرّئ: هل أخفى حزب الله متفجرات في أوروبا

واشنطن – اتّهمت الولايات المتحدة، الجمعة، ميليشيا حزب الله اللبناني بإقامة عدة “مخابئ لتخزين نيترات الأمونيوم” في عدد من الدول الأوروبية، ما يوحي بإقامة واشنطن رابطا بين التنظيم الشيعي اللبناني وانفجار مرفأ بيروت الناجم عن تخزين هذه المادة، وذلك في وقت نفت فيه باريس أن تكون الميليشيا الموالية لإيران قد خزنت مواد في فرنسا.

وقال منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، نيثن سيلز، إن “حزب الله أقام منذ العام 2012 مخابئ لتخزين نيترات الأمونيوم في أنحاء أوروبا، عبر نقل حقائب إسعافات أولية تحتوي جيوبها التبريدية على هذه المادة”.

وأوضح سيلز في مؤتمر صحافي أنه “عثر على هذا النوع من مخابئ التخزين في دول عدة بينها المملكة المتحدة واليونان وفرنسا وإيطاليا وغيرها”. كما تحدّث عن نقل هذه المادة عبر بلجيكا وإسبانيا وسويسرا.

وأكد سيلز أن بعضا من هذه المواد المخزنة قد “أتلف”.

وقال المنسق الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب “لدينا أسباب تدفعنا للاعتقاد بأن هذه الأنشطة لا تزال قائمة”، موضحا أن واشنطن تشتبه بأن مخابئ تخزين من هذا النوع كانت موجودة على الأقل حتى العام 2018 “على الأرجح في اليونان وإيطاليا وإسبانيا”.

وتابع “كما شهدنا جميعا في انفجار مرفأ بيروت، فإن نيترات الأمونيوم مادة خطيرة جدا”.

نيثن سيلز: حزب الله أقام منذ العام 2012 مخابئ لتخزين نيترات الأمونيوم في أنحاء أوروبا\
نيثن سيلز: حزب الله أقام منذ العام 2012 مخابئ لتخزين نيترات الأمونيوم في أنحاء أوروبا

ولم يقدم المسؤول الأميركي تفاصيل أخرى أو أدلة على وجود تلك الأنشطة.

ونيترات الأمونيوم مادة كيميائية صناعية يشيع استخدامها في صنع الأسمدة وكمادة متفجرة في المحاجر والتعدين. وتعتبر آمنة نسبيا في حال خلوها من الملوثات وتخزينها بشكل ملائم.

وتكون المادة خطيرة للغاية إذا تعرضت للتلوث ومزجت بوقود أو جرى تخزينها بطريقة غير آمنة كما حدث في مرفأ بيروت في أغسطس حين انفجر 2750 طنا من نيترات الأمونيوم مما أسفر عن تدمير الميناء ومقتل 191 شخصا.

وفي الوقت الذي أثارت فيه هذه الاتهامات جدلا واسعا خاصة بعد أن تم ربطها بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس والذي أوقع 191 قتيلا ودمّر مناطق من العاصمة اللبنانية، خرجت وزارة الخارجية الفرنسية لتنفي أن يكون حزب الله قد خزن مواد تفجيرية في فرنسا.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة، إنه لا يوجد دليل يشير إلى أن الجناح المسلح لميليشيا حزب الله يخزن مواد كيميائية لصنع متفجرات في فرنسا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، للصحافيين ردا على مزاعم سيلز “على حد علمنا، لا يوجد شيء ملموس يؤكد مثل هذا الزعم في فرنسا اليوم”.

وعلى عكس الولايات المتحدة التي تصنف جماعة حزب الله منظمة إرهابية منذ عام 1997، فإن فرنسا تقول إن جناحها المنتخب له دور سياسي مشروع.

وتقود فرنسا جهودا لوضع لبنان على مسار جديد بعد عقود من الفساد الذي أفضى إلى أعمق أزمة في البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وتصنف ألمانيا وبريطانيا، حليفتا باريس، الجماعة منظمة إرهابية أيضا، لكن مسؤولين فرنسيين يقولون إن نبذ الجماعة سيجعل حل الأزمة مستحيلا.

وقالت أنييس فون دير مول “ستفرض السلطات الفرنسية أشد العقوبات على أي أنشطة غير قانونية تمارسها أي جماعة أجنبية على أراضينا”.

وكانت السلطات اللبنانية قد أكدت أن الانفجار الهائل سببه شحنة من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزّنة في أحد عنابر المرفأ منذ أكثر من ست سنوات “من دون تدابير وقائية” بعدما صودرت أثناء نقلها بواسطة سفينة شحن انطلقت من جورجيا وكانت متّجهة إلى موزمبيق.

ولم تتّضح بعد الأسباب المحددة التي أدت إلى الانفجار وذلك في وقت لم تنجح فيه السلطات اللبنانية بعد في إفراغ المرفأ من ’’مفرقعات الموت‘‘.

وعثر الجيش اللبناني على كمية من المفرقعات في مرفأ بيروت.

وأكد الجيش، الجمعة، أنه عثر على 1.3 طن من المفرقعات أثناء بحث في مرفأ بيروت الذي دمره الشهر الماضي انفجار هائل ناجم عن تخزين سيء لكمية كبيرة من المواد الكيميائية القابلة للانفجار، ما تسبب في كارثة أودت بحياة 191 شخصا وإصابة أكثر من 6500 جريح، فضلا عن الأضرار المادية الضخمة التي قدرت بنحو 6.7 إلى 8.1 مليار دولار على الأقل.

وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة تقيم رابطا بين الانفجار وحزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية، لم يعط سيلز جوابا مباشرا، لكنه لم يستبعد هذه الفرضية، حيث قال “إليكم ما نعرفه: نحن نعرف أن حزب الله خزّن كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في أوروبا”، وتابع “نعرف أيضا من خلال ما شهدناه في بيروت القدرة التدميرية الكبيرة لمادة نيترات الأمونيوم القادرة على التسبب بدمار هائل إن استخدمت كمتفجرات”.

وأضاف “لذا تطالب الولايات المتحدة بتحقيق شامل ومفتوح وشفاف ومعمّق في انفجار بيروت نأمل أن نرى نتائجه سريعا”.

'