واشنطن تسعى لتزويد كييف بصواريخ متطورة لكسر الحصار الروسي – مصدر24

واشنطن تسعى لتزويد كييف بصواريخ متطورة لكسر الحصار الروسي

تدرس الولايات المتحدة تذليل العقبات اللوجستية والتقنية أمام إرسال أسلحة أطول مدى وأكثر قوة للجيش الأوكراني في مواجهة الحصار الروسي، إلا أن محللين يحذرون من أن يساهم ذلك في إطالة أمد الصراع بدل تطويقه.

واشنطن – قال مسؤولون إن البيت الأبيض يعمل على تزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة مضادة للسفن للمساعدة في كسر الحصار البحري الروسي، وسط مخاوف من أن تزيد الأسلحة الأكثر قوة التي يمكن أن تغرق السفن الحربية الروسية من حدة الصراع.

وأعلنت أوكرانيا أنها تريد قدرات عسكرية أميركية أكثر تطورا تتجاوز مخزونها الحالي من المدفعية وصواريخ جافلين وستينغر وأسلحة أخرى. وتتضمن قائمة كييف، على سبيل المثال، صواريخ يمكن أن تدفع البحرية الروسية بعيدا عن موانئها على البحر الأسود، مما يسمح باستئناف تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى إلى أنحاء العالم.

وأشار مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون ومصادر في الكونغرس إلى عراقيل في طريق إرسال أسلحة أطول مدى وأكثر قوة إلى أوكرانيا، تشمل الحاجة إلى فترات تدريب طويلة، وصعوبات في صيانة المعدات، أو مخاوف من إمكانية استيلاء القوات الروسية على الأسلحة الأميركية، فضلا عن الخوف من التصعيد.

لكن ثلاثة مسؤولين أميركيين ومصدرين بالكونغرس قالوا إن نوعين من الصواريخ القوية المضادة للسفن، هاربون من صنع بوينغ، ونافال سترايك الذي تصنعه كونجسبرج وريثيون تكنولوجيز، قيد البحث فعليا إما للشحن المباشر إلى أوكرانيا، أو من خلال النقل من حليف أوروبي لديه تلك الصواريخ.

عراقيل لوجستية وتقنية في طريق إرسال أسلحة أطول مدى وأكثر قوة إلى أوكرانيا في مواجهة الآلة العسكرية الروسية

 

وفي أبريل ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البرتغال تزويد الجيش الأوكراني بصواريخ هاربون التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر تقريبا.

لكن هناك العديد من المشكلات التي تمنع حصول أوكرانيا على الصواريخ. على سبيل المثال، فإن منصات إطلاق هاربون من الشاطئ محدودة، وهو حل صعب تقنيا وفقا للعديد من المسؤولين، لأنه في الغالب صاروخ يُطلق من البحر.

وقال مسؤولان أميركيان إن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد حلول محتملة تشمل سحب قاذف من سفينة أميركية. ويتكلف كل صاروخ حوالي 1.5 مليون دولار، وفقا لخبراء ومسؤولين تنفيذيين في الصناعة.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن حوالي 20 سفينة تابعة للبحرية الروسية، بما في ذلك غواصات، موجودة في منطقة عمليات البحر الأسود.

وقال برايان كلارك الخبير البحري في معهد هادسون، إن 12 إلى 24 صاروخا مضادا للسفن مثل هاربون بمدى يزيد على 100 كيلومتر ستكون كافية لتهديد السفن الروسية ويمكن أن تقنع موسكو برفع الحصار.

وأضاف “إذا أصر بوتين، يمكن لأوكرانيا أن تقضي على أكبر السفن الروسية، حيث لا يوجد مكان تختبئ فيه في البحر الأسود”.

وتكبدت روسيا بالفعل خسائر في البحر، لاسيما غرق الطراد موسكفا، أكبر سفن أسطولها في البحر الأسود.

واشنطن تدخل على الخط الساخن بين روسيا وأوكرانيا

وقال مسؤولون أميركيون ومصادر في الكونغرس إن عددا قليلا من الدول ستكون على استعداد لإرسال صواريخ هاربون إلى أوكرانيا. لكن لا أحد يريد أن يكون الدولة الأولى أو الوحيدة التي تفعل ذلك، خوفا من انتقام روسيا إذا غرقت سفينة بصاروخ هاربون من مخزونها.

وقال المسؤول الأميركي إن دولة واحدة تفكر في أن تكون أول من يزود أوكرانيا بالصواريخ. وأضاف أنه بمجرد أن تلتزم تلك الدولة “التي تملك مخزونا جيدا” بإرسال هاربون، فقد يتبعها آخرون.

ويمكن إطلاق الصاروخ نافال سترايك من الساحل الأوكراني، ويبلغ مداه 250 كيلومترا. كما يستغرق التدريب على إطلاقه أقل من 14 يوما.

وقالت المصادر إن تلك الصواريخ تعتبر أقل صعوبة من الناحية اللوجستية من هاربون.

وتحاول الولايات المتحدة إيجاد طريقة تتيح لأوكرانيا الحصول على الصواريخ نافال سترايك وقواذف من الحلفاء الأوروبيين.

ويجب أن توافق وزارة الخارجية الأميركية على جميع طلبات الأسلحة التي تشمل محتوى أميركيا، ومنها هاربون ونافال سترايك. وتتلقى الوزارة التوجيهات من البيت الأبيض.

وهناك سلاح آخر على رأس قائمة طلبات أوكرانيا وهي أنظمة راجمات الصواريخ مثل إم 270 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن ويمكن أن تصيب هدفا على بعد 70 كيلومترا أو أكثر، بزيادة ثلاثة أضعاف عن العديد من قذائف مدافع هاوتزر الحالية.

وزارة الدفاع البريطانية تركد أن حوالي 20 سفينة تابعة للبحرية الروسية، بما في ذلك غواصات، موجودة في منطقة عمليات البحر الأسود

وتشدد الدول الغربية على رغبتها في إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو أمر لا يتجسّد على أرض الواقع بينما يطرح حجم المساعدات العسكرية المقدّمة لكييف والعقوبات المفروضة على موسكو سؤالا مفاده: هل هي حرب بالوكالة بين الغرب وروسيا؟

وتبدو المواجهة المباشرة حتى الآن مستبعدة من قبل الجميع: فلا أحد يتمنى أن تتواجه قوى نووية. ويسعى الغربيون لتجنّب أي خطوة قد تجعلهم أطرافا في النزاع في نظر روسيا.

إلا أن المحللين يتوافقون على أن انخراط الأميركيين وبعض الأوروبيين بدرجة أقلّ، يجعلهم لاعبين رئيسيين.

ويتحدث الباحث في جامعة تارتو الإستونية إيفان كويشتش عن صراع في التصوّرات. ويشرح أن “الأوكرانيين لا يقاتلون سوى من أجل أنفسهم، هم ليسوا وكلاء أي جهة”، معتبرا أن كييف تقرر إيقاع النزاع من خلال مقاومة شرسة.

ويضيف “بالنسبة إلى روسيا، إنها حرب بالوكالة ضد الغرب: فالأوكرانيون شريرون ويتصرّفون بناء على أوامر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”. ويرى أن الأميركيين يريدون “ليس فقط أن تخسر موسكو، إنما أيضا ألا تتمكن روسيا أبدا من شنّ مثل هذه الحرب”.

وفي الواقع، تتحدث روسيا عن عدوان غربي بالوكالة. ويؤكد ألكسندر خرامتشيخين من معهد التحليل السياسي والعسكري في موسكو أن ذلك “أمر واضح”، مشيرا إلى أن “الغرب يطيل أمد هذه الحرب إلى الحدّ الأقصى عبر تسليمه أسلحة لأوكرانيا. بتنا نتحدث عن سنوات الآن”.

وأواخر أبريل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “في حال انخرط حلف شمال الأطلسي في نهاية المطاف في حرب بالوكالة ضد روسيا، فإن الحرب إذن هي حرب”.

أميركا تفتح مخازنها لدعم أوكرانيا
أميركا تفتح مخازنها لدعم أوكرانيا

ولدى الولايات المتحدة بوضوح الطموحات الأكثر تطرّفا. وكتبت صحيفة “غلوبل تايمز” في بكين أن واشنطن تريد إطالة أمد النزاع “لاستخلاص قيمة جيوسياسية منه”. واتّهمت الصحيفة الصينية القومية الأميركيين “باستغلال الفوضى”.

ويعتبر كلارك مدير الأبحاث في مركز صوفان ومقرّه نيويورك، أن واشنطن هي في صلب النزاع.

 

ويقول إن الغربيين يسلّمون كييف أسلحة دون توقف فيما يثير الأوكرانيون “إعجابا كبيرا بكفاءتهم، ما يشير إلى التدريب والتعاون المستمرّ منذ سنوات”.

لكنّه يؤكد أن من الجيّد الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لم تبدأ هذه الحرب. ويقول “في الأغلب، تساعد دول الناتو والولايات المتحدة دولة أوروبية صديقة وحليفة، في الدفاع عن وحدة أراضيها”.

 

وتتلقى أوكرانيا أول 15 دبابة مضادة للطائرات طراز “جبارد” من مخزون الصناعة الألمانية في يوليو المقبل.

وتتضمن الحزمة أيضا دعما تدريبيا من الجيش الألماني، وإتاحة نحو 60 قذيفة وتوريد 15 دبابة إضافية في الصيف.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت عقب اجتماع عبر الفيديو مع نظيرها الأوكراني أوليكسي ريسنيكوف الجمعة “لقد تحدثت إلى نظيري الأوكراني ريزنيكوف وأكد صراحة مرة أخرى أن أوكرانيا ترغب في أسرع تسليم ممكن لدبابات جيبارد المضادة للطائرات، بما في ذلك 59000 قذيفة من ألمانيا”، مضيفة أن ريزنيكوف أكد بشكل خاص على كفاءة هذا النظام.

'