واشنطن تطالب أنقرة بفك الارتباط مع روسيا في سوريا – مصدر24

واشنطن تطالب أنقرة بفك الارتباط مع روسيا في سوريا

واشنطن تطالب أنقرة بفك الارتباط مع روسيا في سوريا

إسطنبول (تركيا) – قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن على تركيا التقرب من الغرب لتسوية الملف السوري عوض التعويل على روسيا، فيما تخشى أنقرة زيادة الوضع في سوريا سوءا، إذا ما استمرت في استفزاز موسكو عبر مواصلة دعم الجماعات المقاتلة شمال غرب سوريا.

وتدرك تركيا أن الاستمرار في تحدي روسيا والذهاب بعيدا في دعم الجماعات الجهادية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، في المواجهة الجارية في محافظة إدلب وضواحيها ستكون تكلفته باهظة جدا، خاصة إذا لم تكن مسنودة بدعم ملموس من حلفائها في حلف شمال الأطلسي.

ويقول خبراء إن العرض الأميركي المقتصر على الجانبين اللوجستي والاستخباراتي لا يفي بالغرض بالنسبة لتركيا التي لا تملك عمليا القدرة على مواجهة روسيا والقوات السورية بمفردها.

وتتشكك تركيا في إمكانية الحصول على مثل هذا الدعم، إذ أن الاتصالات التي أجرتها ولا تزال تجريها مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي وعلى رأسهم الولايات المتحدة، تجعلها تعيد التفكير مرارا في خطوتها التالية في إدلب.

وقال المسؤول الأميركي “بالتأكيد نرغب في أن نرى تركيا في صف حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والغرب بشكل أوضح ومباشر أكثر، في اعتراف بالدور الهدّام جدا الذي يلعبه الروس إقليميا بما في ذلك في سوريا حاليا”.

ورغم اتفاق خفض التصعيد الذي رعته موسكو وأنقرة، شنّ النظام السوري هجوما بغطاء جوّي روسي على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذا.

ودفع القصف العنيف على إدلب عشرات الآلاف من السوريين إلى الفرار خلال الأسابيع الأخيرة وأدى إلى سجال بين أنقرة الداعمة لفصائل في المعارضة وموسكو حليفة دمشق.

وتهدد التطورات الأخيرة بزعزعة التقارب الذي طبع العلاقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أعقاب أزمة 2015 الدبلوماسية التي بلغت ذروتها مع تعاون الطرفين بشأن سوريا.

ورغم التوتر الأخير مع روسيا، لم تبدِ تركيا أي رغبة في هذه المرحلة بخفض تعاونها مع موسكو.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “أعتقد أن ما نراه في سوريا يشكّل دليلا على أوجه عدم تطابق المصالح التركية والروسية”. وأضاف “آمل أن يتلقّى شركاؤنا الأتراك الرسالة نفسها من هذه التجربة”.

وأشار إلى أن الروس “يؤمنون بوجود حل عسكري في سوريا” يصب في مصلحة بشار الأسد، لكنه شدد على أن ذلك “لن يكون منسجما” مع مصالح تركيا في إدلب وفي سوريا بالمجمل.

وأكد أن “التوافق بين المصالح التركية والأميركية أكبر بكثير”، مشددا على أن “حليفة تركيا هي الولايات المتحدة وليست روسيا”.

'