وجود سبعة مدربين أجانب في الدوري المصري لا يكفي لرفع مستوى المنافسة – مصدر24

وجود سبعة مدربين أجانب في الدوري المصري لا يكفي لرفع مستوى المنافسة

القاهرة- تعاقد الأهلي مع المدرب السويسري مارسيل كولر، وأبقى الزمالك بطل النسخة الماضية على مدربه البرتغالي المخضرم جوسفالدو فيريرا، وأبقى بيراميدز على مدربه اليوناني تاكيس جونياس، واستقر نادي فاركو على استمرار مدربه البرتغالي نونو ألميدا. وتشكل استعانة الأندية الجماهيرية التي حرصت على تغيير جلدها هذا العام عاملا حاسما في زيادة أعداد المدربين الأجانب الذين اقتصر حضورهم في الأغلب على ناديي القمة (الأهلي والزمالك) وبعض الأندية الاستثمارية. وقد تعاقد نادي الاتحاد السكندري مع الصربي زوران مانولوفيتش، وتعاقد الإسماعيلي مع الإسباني خوان غاريدو، واستعان غزل المحلة باليوناني نيكوديموس بابافاسيليو.

تداخل في الاختصاصات

hh

يثير التوسع في الاستعانة بالخبرات الأجنبية تساؤلات حول مدى قدرتها على التكيف مع المنظومة الرياضية التي تواجه مشكلات، منها عدم الفصل بين اختصاصات مجالس الإدارات وبين اللجان الفنية المسؤولة عن إدارة فرق كرة القدم، وعدم وجود خطة طويلة يقاس عليها التعرف على ما حققه كل مدرب من أهداف، والتعامل بالقطعة مع المباريات ودائما ما ينتهي الأمر بالإقالة وتحميل المدربين مسؤولية الفشل. لم يترك المدربون الأجانب بصمة إيجابية في الكثير من الفرق المصرية باستثناء الأهلي والزمالك، وتبقى وضعية فرق منتصف الجدول وتلك التي تتنافس على المقاعد الأربعة الأولى ملائمة أكثر مع المدربين المصريين الذين يجيدون التعامل مع اللاعبين المحليين والتركيز على الجوانب النفسية، ما يحقق نتائج إيجابية أحيانا.

وقال الناقد الرياضي جمال الزهيري إن الاستعانة بالمدربين الأجانب تصبح إيجابية عندما تتوافر له منظومة عمل تساعده على الاستمرار في تحقيق الأهداف المحددة، لكن الواقع يشير إلى أن العمل المؤسسي الذي تتشكل أركانه من إدارة محترفة، وإمكانيات مادية تحافظ على استقرار الفريق، ومجموعة من اللاعبين يملكون استعدادات لفهم فلسفة المدربين، لا تتوافر ما يضاعف من فرص فشلهم في مهمتهم.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن الفرق المصرية تتعاقد مع أفضل المدربين حول العالم، لكنهم لا يملكون عصا سحرية لتغيير الأجواء المحيطة بالفريق التي تتزايد فيها المشكلات الإدارية، وقد يصطدم البعض بعدم انتظام المسابقة بشكل يحقق المعدلات البدنية السليمة للاعبين، وفي هذه الحالة إما أن يستمروا لأطول فترة ممكنة ويتعرض الفريق للمزيد من الهزات، أو تأتي الإقالة سريعا والبحث عن  مدربين بخبرات محلية.

وأرجع زيادة عدد المدربين بالدوري هذا العام إلى مساعي الأندية الشعبية لإعادة ترتيب أوراقها واستعادة مواقعها ضمن فرق المقدمة، بعد صراع فرق كبيرة مثل الإسماعيلي والاتحاد السكندري وغزل المحلة على الهبوط خلال الموسم الماضي، ما جعل هناك رغبة لدى الإدارات للاستعانة بتجارب أجنبية، والتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الجدد، بما لا يجعلها تحت ضغط خسارة موقعها في الدوري الممتاز، وخشية من أن تلقى مصير غيرها من الفرق التي توارت عن الأنظار فور هبوطها.

مقومات مطلوبة

بب

يتفق العديد من النقاد على أن توفير المقومات المطلوبة لنجاح المدير الفني تعد العامل الأبرز نحو النجاح، وفي حال تعامل فريق مثل الإسماعيلي الذي أقدم على تغيير أربعة مدربين في العام الماضي بنفس السياسة السابقة سيكون من الصعب أن يحقق نتائج جيدة مع مديره غاريدو الذي قاد الأهلي من قبل إلى الحصول على بطولة الكنفدرالية.

كما أن شكل الدوري المصري لن يتغير كثيرا مع التوسع في الاستعانة بالخبرات الأجنبية، لأن غالبية الأندية استعانت بمدربين يفتقرون إلى الخبرة الكبيرة في مجال التدريب في أفريقيا التي يمكن أن  تحدث طفرة فنية، وقد يكون هؤلاء بحاجة إلى المزيد من الوقت للتأقلم مع طبيعة أجواء الدوري المصري والتعرف على الفرق الأخرى وكيفية التعامل معها. وفي المقابل فإن فرقا بلغ عددها 11 ناديا قررت منح الثقة لمدربين مصريين لديهم خبرات سابقة، من المتوقع أن يكونوا أكثر جاهزية مع انطلاقة الموسم الجديد. وتواجه الأندية والمنتخبات المصرية انتقادات عديدة بسبب المقابل المادي المبالغ فيه للعديد من المدربين الأجانب الذين يتوافدون على تدريبها.

11

ناديا قررت منح الثقة لمدربين مصريين لديهم خبرات سابقة، من المتوقع أن يكونوا أكثر جاهزية

وأثار الكشف عن قيمة تعاقد المدير الفني السابق للأهلي المصري الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني مع أهلي جدة السعودي بأقل من ثلث قيمة ما تقاضاه في مصر أسئلة مختلفة، وتكرر الأمر مع المدير الفني السابق للمنتخب المصري البرتغالي كارلوس كيروش الذي تعاقد مع منتخب إيران لقيادته في كأس العالم بأقل من نصف قيمة ما كان يتقاضاه مع منتخب الفراعنة. وبدى من الواضح أن هيمنة وكلاء اللاعبين على اختيارات الأندية انتقلت من اللاعبين إلى المدربين، وأن الأزمة التي تعانيها الفرق والمنتخبات جراء دخول وسطاء كثر على خط الصفقة الواحدة يضاعف قيمتها المالية، ما أدى إلى جذب لاعبين ومدربين أجانب يحصلون على أموال تفوق قيمتهم التسويقية.

واعتبر مدرب الأهلي الأسبق أنور سلامة في تصريح لـ”العرب” أن التوسع في الاستعانة بالمدربين الأجانب نتيجة طبيعية لتراجع مستويات المدربين المحليين وعدم الاهتمام بالجوانب التدريبية المستمرة لتطوير قدراتهم، وأن اتحادات الكرة المتعاقبة مسؤولة عن ذلك لعدم وضع قواعد تضمن التطوير المستمر، ويتحمل المدربون المصريون جانبا من المسؤولية لعدم اهتمامهم بتثقيف أنفسهم والمشاركة في الدورات الدولية بصورة مستمرة.

وأوضح أن إمكانيات أغلب الفرق المصرية المادية والإدارية تتماشى مع المدرب المحلي، وليس باستطاعتها التعاقد مع مدربين يحققون طفرات على المستوى الفني، والكثير من المدربين الأجانب استفادوا من الفرق المصرية، وأبرزها الأهلي الذي يرفض المدرب المحلي دوما، في حين أنه استطاع من قبل أن يحصد بطولات عديدة معه، كما أن أبناءه يدربون 7 من الفرق في المسابقة المقرر انطلاقها بعد أيام.

ويعد البرتغالي جوسفالدو فيريرا المدير الفني لنادي الزمالك على رأس المدربين الأجانب من جهة الراتب الشهري ويصل إلى 180 ألف دولار، ويليه السويسري مارسيل كولر المدير الفني للنادي الأهلي 150 ألف دولار، واليوناني تاكيس جونياس المدير الفني لنادي  بيراميدز 70 ألف دولار، ثم البرتغالي نونو ألميدا مدرب فاركو 50 ألف دولار، ثم الصربي مانولوفيتش مدرب الاتحاد السكندري 30 ألف دولار، نهاية بالإسباني خوان كارلوس غاريدو مدرب الإسماعيلي 25 ألف دولار.

'