وداعا أيبود.. جوهرة أبل التي غيرت المفاهيم – مصدر24

وداعا أيبود.. جوهرة أبل التي غيرت المفاهيم

أيبود أكثر من مجرد منتج للاستماع إلى الموسيقى، إنه مرحلة تغيير في فكرة الاستخدام، من أجهزة ضخمة إلى شيء بسيط يرافقك في أي مكان، معه صارت فكرة الجهاز المحمول مقبولة وتفرعت لتشمل ما صار يعرف بالهاتف الذكي الذي حرر الناس من كمبيوتر المكتب والمحمول معا، ودمج الهاتف مع الكاميرا مع التسوق.. محطات مهمة تستحق التمعن في علاماتها الفارقة.

التاسع من يناير عام 2007 تاريخ مهم ليس فقط بالنسبة إلى شركة أبل، بل بالنسبة إلى البشرية. في هذا اليوم صعد ستيف جوبز الرئيس الراحل لشركة أبل على منصة مؤتمر ماك وورلد، تسبقه توقعات بأنه سيكشف النقاب عن هاتف ذكي جديد، إلا أن رئيس شركة أبل تحدث عن ثلاثة منتجات مبتكرة “المنتج الأول، جهاز أيبود بشاشة عريضة يتم التحكم فيه عن طريق اللمس. والمنتج الثاني، هاتف محمول مبتكر. والمنتج الثالث، جهاز للاتصال بشبكة الإنترنت يمثل انطلاقة غير مسبوقة”.

بعد أن تلاعب جوبز بأعصاب الحاضرين وشد انتباههم، تابع قائلا “لا أتحدث عن ثلاثة أجهزة منفصلة، بل عن جهاز واحد، ونحن نطلق عليه اسم أيفون”.

وقال جوبز وهو أحد مؤسسي شركة أبل الثلاث، إلى جانب وزنياك ورونالد وين “إن أبل أعادت اختراع الهاتف”. ليتبين في ما بعد أن الشركة الأميركية العملاقة للإلكترونيات ابتكرت شيئا أكبر من ذلك بكثير، ألا وهو طريقة تتيح للمستخدم أن يحمل في جيبه بكل راحة جهاز كمبيوتر يعمل بشكل كامل.

وكان مايك لازارديس الرئيس المشترك آنذاك لشركة الهواتف الذكية الرائدة بلاكبيري، يشاهد إعلان جوبز وهو في صالة التدريبات الرياضية، وبدأ يتساءل “هاتف ذكي يستطيع تحميل الموسيقى وملفات الفيديو والخرائط؟ كيف يستطيعون أن يفعلوا ذلك؟”.

فعلتها أبل، وتم طرح الهاتف في الأسواق في التاسع والعشرين من يناير سنة 2007. ونظرا إلى كونه أول إصدار فإنه عانى من بعض الثغرات والمشكلات التي لم تمنع المحللين والمستخدمين على حد السواء من اعتباره هاتفا رائدا وسببا في ثورة كبيرة في عالم الهواتف الذكية.

Thumbnail

من منا لا يرغب في جهاز صغير وخفيف وأنيق يمكن وضعه في الجيب ورغم ذلك يجمع الكثير من التكنولوجيات والتطبيقات مثل بلوتوث والواي فاي. تضاف إلى ذلك ميزة الأيبود والكمبيوتر وبلاي ستيشن وكاميرا التصوير، وصولا إلى تطبيقات مراقبة ضربات القلب وتحديد الوزن وقراءة الصحف، وتطبيق المحفظة الرقمية الذي يمكن من تسجيل كل البيانات التي توضع في العادة بالمحفظة الشخصية، وغير ذلك من التطبيقات المرتبطة بالتفاصيل اليومية والمعاملات المهنية للأشخاص، والتي جعلت من الهاتف الذكي جهازا ضروريا في الحياة.

 

ومع إضافة المساعد الشخصي سيري، باستعمال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لم يعد أيفون مجرد هاتف أو مشغل موسيقى، بل وضع عالما من المعلومات عند أطراف أصابعنا.

 

الرحلة بدأت عام 2001، كان جهاز أيبود مصمما لتخزين ألف تسجيل موسيقي. ويوجد اليوم أكثر من 100 مليون أغنية على خدمة البث من أبل.

قد لا تكون أبل أول من سوق الكاميرا الرقمية، التي سرعان ما أصبحت جزءا من أي هاتف ذكي يعرض في الأسواق.

 

وفي عام 1991 سوّقت كوداك أول كاميرا رقمية “دي.سي.إس” 100 بمستشعر بلغت دقّته 1.3 ميغابكسل، مع جهاز تخزين خارجي ضخم، طرحت بسعر 13000 دولار أي ما يعادل 30 ألف دولار اليوم تقريبا، رغم أن الصور الملتقطة كانت بالأبيض والأسود.

 

وسرعان ما دخلت أبل المعركة لتطلق أول كاميرا رقمية ملونة “أبل كويك تيك 100” وكان سعرها أقل من 1000 دولار وبدقة 640 x 480 بكسل، ويمكنها تخزين 8 صور في ذاكرتها الداخلية.

 

مع إضافة المساعد الشخصي سيري لم يعد أيفون مجرد هاتف أو مشغل موسيقى أو كاميرا بل وضع عالما من المعلومات عند أطراف أصابعنا

 

حدث ذلك عام 1994، وفي نفس العام تم التعريف بالكاميرا في العاصمة البريطانية لندن وكنت بين عدد محظوظ من المدعوين برفقة الدكتور هيثم الزبيدي والأستاذ محمد الهوني، ورغم بساطتها إلا أننا كنا على يقين من أن هذه الكاميرا الرقمية ستحدث ثورة في عالم التصوير تماثل الثورة التي أحدثها جهاز الأيبود.

المنتج الثالث هو الهاتف الذكي، وكانت أبل أول من طرحه في الأسواق وهو “روكر إي 1” الذي صدر في السابع من سبتمبر 2005. وكان أول هاتف محمول يستخدم برنامج  “آي تيونز”، قامت أبل بتطويره لأول مرة في عام 2001، لتوقف إنتاجه بعد عام واحد فقط.

الجمع بين المنتجات الثلاثة احتاج إلى شخص يمتلك رؤية مستقبلية مثل ستيف جوبز، وهو ما قام به في التاسع من يناير عام 2007، معلنا عن ولادة الأيفون، الجهاز الأكثر ثورية في القرن الواحد والعشرين.

وبعد 15 عاما من طرح جهاز أيفون تعلن شركة أبل أنها ستتوقف عن إنتاج أجهزة “آيبود تاتش”، منهية بذلك عمر جهاز أشيد به على نطاق واسع لإحداثه ثورة في كيفية استماع الناس للموسيقى.

وكانت الشركة قد أنتجت العديد من طرز الأيبود على مر السنين، من بينها “نانو” و”شافيل” وكان “آيبود تاتش”، الذي صدر في عام 2007 آخر طراز.

'