# وقف بث قناة الجزيرة مباشر مصر – مصدر24

# وقف بث قناة الجزيرة مباشر مصر

قطر تتحرك: وقف بث قناة الجزيرة مباشر مصر
الجزيرة تغيّر لهجتها تجاه النظام المصري عقب المصالحة بين القاهرة والدوحة بوساطة سعودية، وإعلاميون يطالبون بوقف التراشق بين البلدين.
العرب  [نُشر في 23/12/2014، العدد: 9777، ص(18)]
ملامح التغيير في قناة الجزيرة طالت ترتيب الأخبار داخل النشرات

القاهرة – ملامح تغيير في السياسة الإعلامية لقناة الجزيرة القطرية في تعاطيها مع الأحداث المصرية، ومراجعة لصيغ نشراتها الإخبارية، فيما ينتظر المصريون تغييرات أكثر جوهرية، وإلغاء الخطاب المعادي لمصر بشكل كلي.

أوقفت السلطات القطرية بث قناة الجزيرة مباشر مصر بعد أيام من لقاء جمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمبعوث القطري الخاص الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بمشاركة رئيس ديوان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وبحسب مصادر بالقناة، فقد شهدت لهجة قناة “الجزيرة مباشر مصر”، التي تبث من قطر، تغييرا تجاه النظام المصري عقب اللقاء الذي يأتي ضمن إطار المصالحة بين القاهرة والدوحة بوساطة سعودية.

ولوحظ تغيير في لهجة نشرة القناة بتوصيف السيسي، بـ“الرئيس السيسي”، بعد أن كان يوصف، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي (في 3 يوليو 2013) بـ”قائد الانقلاب العسكري”، ثم عقب انتخابه اعتادت القناة على وصفه بأنه “أول رئيس منتخب بعد الانقلاب”.

وتنوعت الصيغ التي استخدمتها نشرات الأخبار بقناة الجزيرة مباشر مصر للسيسي قبل إغلاقها بين “الرئيس المصري” أو “رئيس الجمهورية” أو “الرئيس السيسي”.

كما طال التغيير أيضا ترتيب الأخبار داخل النشرات أمس، حيث تم إبراز خبر المصالحة التي جرت بين قطر ومصر، برعاية سعودية في جميع النشرات وفي الموجز الصحفي، بينما جاءت أخبار الحراك المعارض للسلطات في مصر، في ذيل نشرة الأخبار، مع الإشارة إلى أن حراكهم ضد “السلطة المصرية” رغم أن الوصف السابق كان “سلطات الانقلاب في مصر”، حسب الصيغ التي استخدمتها النشرة.

خالد التويجري: “قناة الجزيرة ستغير سياستها وتكف عن الهجوم على مصر”

وقالت مصادر بقناة الجزيرة العامة بعد غلق القناة التي كانت مخصصة لتغطية الشأن المصري إن القناة “مقبلة على تغيير أكبر في سياستها التحريرية” إزاء الأحداث بمصر.

وأضافت المصادر، مفضلة عدم الكشف عن هوياتها، “ستقل التغطية الإخبارية التصعيدية ضد النظام، كما سيتم تقليص عدد البرامج”.

وبحسب المصادر نفسها داخل القناة القطرية فإنه “سيتم الاكتفاء بتغطية المظاهرات المهمة المعارضة للنظام فقط، مع التركيز على التوازن التام بين الضيوف والحرص على وجود وجهة النظر المؤيدة للسلطات”. ولم تستبعد المصادر إعادة فتح مكتب القناة بالقاهرة مرة أخرى.

يذكر أن خالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السعودي، قال في مداخلة تلفزيونية، إن “المرحلة المقبلة ستشهد تهدئة في الأوضاع وخطوات إيجابية بين مصر وقطر، وإن قناة الجزيرة ستغير سياستها وتكف عن الهجوم على مصر خلال الفترة المقبلة”.

وشهدت الفترة الماضية، اتهامات لقناة “الجزيرة”، بأنها تهاجم السلطات المصرية وتتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وهو ما تنفيه القناة القطرية التي تؤكد على أن تغطياتها مهنية وتعرض وجهتي النظر.

وكانت السلطات المصرية أغلقت مكتب (الجزيرة مباشر مصر)، عقب عزل مرسي بساعات، قبل أن تستأنف عملها من مكتب جديد في الدوحة.

وشهدت العلاقات المصرية القطرية، مساء السبت الماضي، التطور الأبرز منذ توترها قبل نحو عام ونصف العام تقريبا، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي إثر احتجاجات ضد حكمه.

وتعالت أصوات الإعلاميين في كل من مصر وقطر، لوقف التراشق الإعلامي بين البلدين، وفتح صفحة إعلامية جديدة بالتوازي مع المصالحة السياسية، حيث دعا الإعلامي عمرو أديب، لوقف ما وصفه بـ“الحرب الإعلامية” بين وسائل الإعلام المصرية والقطرية.

وأضاف أديب، خلال برنامجه “القاهرة اليوم” المذاع على قناة اليوم، مساء الأحد، “المبادرة ستستمر لمدة 15 يوما، وأطالب الإعلام المصري، وإدارة قناة الجزيرة مباشر مصر بالاشتراك في المبادرة والاستجابة لها، حتى نستطيع إنجاح جهود المصالحة الجارية بين البلدين”. وأكد أنه في حالة عدم تحسن سياسة الإعلام القطري تجاه مصر؛ سيتم العدول عن المبادرة، قائلا “إذا عادوا عدنا”، حسب تعبيره.

بدوره وصف الكاتب الصحفي القطري جاسم إبراهيم فخرو ما حدث بين مصر وقطر بمجرد سحابة صيف.

صلاح عبدالمعبود: “المصالحة مرتبطة بتغيير في سياسة القناة وتغطيتها في مصر”

وقال الكاتب في مقال له بصحيفة الشرق القطرية إن هناك فرقا كبيرا شهدته مصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد السلطة. وأكد أن المشاكل بدأت تتلاشى تماما بعد توليه الحكم، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام في قطر تكذب في عرضها لما يحدث في مصر.

وأضاف فخرو في مداخله هاتفية له مع الإعلامي محمد مصطفى شردي في برنامج “90 دقيقة” على قناة المحور المصرية، أن الرأي العام القطري من طلاب مدارس وموظفين والمختصين والسياسيين والوافدين استقبل خبر المصالحة المصرية القطرية بسعادة تامة.

في المقابل ظهرت أصوات مشككة بالنية الحقيقية لقناة الجزيرة في تغيير نهجها المحرض ضد مصر، ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تصريحات عن مسؤول قطري وصفته بــ“البارز” كشف فيها حقيقة تغير السياسة التحريرية لقناة الجزيرة قائلا “الجزيرة قناة ذات سياسة تحريرية مستقلة وأطالب كافة الدول الأخرى بعدم افتعال مشاكل تخص هذا الشأن بسبب قناة (تنقل ما يحدث)”.

من جهته قال محمد نعمان جلال، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري ومستشار سياسي بوزارة الخارجية البحرينية، أن مواصلة قناة الجزيرة الهجوم على مصر رغم صدور بيان الديوان الملكي السعودي، السبت “أمر غير مهم”، مشيرا إلى أن المتابع للقناة الفترة الأخيرة سيجد أنها تشير إلى الأحداث في مصر دون تعليق، بما يعني أن هناك تجاوبا تدريجيا لمبادرة العاهل السعودي.

وذهب صلاح عبدالمعبود عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، إلى القول أن هذه المصالحة مرتبطة بتغيير في سياسة الجزيرة وتغطيتها في مصر، مؤكدا أنه دون هذا التغيير فستفرغ المصالحة من مضمونها.

جديرٌ بالذكر أن دولة قطر أكدت التزامها بوقف الحملات الإعلامية التحريضية ضد مصر، خلال القمة الاستثنائية الخليجية، التي أقيمت في السعودية.

'