ولي العهد السعودي يوسع آفاق الشراكة الاستراتيجية مع الصين – مصدر24

ولي العهد السعودي يوسع آفاق الشراكة الاستراتيجية مع الصين

ولي العهد السعودي يوسع آفاق الشراكة الاستراتيجية مع الصين

أرامكو تبرم اتفاقات للتكرير والبتروكيماويات مع شركات صينية، وتقارب البلدين في مشروع الممر الباكستاني على حساب إيران.

استكملت جولة ولي العهد السعودي الآسيوية الخميس الشراكات الاستراتيجية بإبرام اتفاقات واسعة مع الصين تركزت في مجال صناعة التكرير والبتروكيماويات، بعد أن شهدت زيارته إلى باكستان والهند اتفاقات مماثلة أعطت زخما جديدا لدور الرياض في رسم الآفاق المستقبلية للاقتصاد العالمي.

بكين – قالت مصادر مطلعة إن أرامكو السعودية ستوقع اتفاقات للاستثمار في مجمعين لتكرير النفط والبتروكيماويات في الصين خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى بكين، في وقت تسعى فيه بكين لتعزيز العلاقات مع الرياض.

ووصل الوفد السعودي، الذي يضم كبار مسؤولي أرامكو، إلى بكين الخميس في زيارة تمتد ليومين، في إطار جولة آسيوية يقوم بها ولي العهد السعودي، أسفرت عن اتفاقات لاستثمار 20 مليار دولار في باكستان وفتح آفاق للاستثمار في قطاع التكرير الهندي.

وسيلتقي ولي العهد السعودي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي منح أولوية لتعزيز الحضور الصيني في الشرق الأوسط، رغم الدور التقليدي المتواضع للصين في تلك المنطقة.

ونسبت وكالة رويترز إلى 3 مصادر مطلعة تأكيدها أن أرامكو السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، ستوقع مذكرة تفاهم لتشييد مشروع تكرير وبتروكيماويات في إقليم لياونينغ في شمال شرق الصين، في مشروع مشترك مع شركة الدفاع الصينية نورينكو.

خالد الفالح: السعودية تسعى لاستثمارات مربحة والصين سوق كبرى ومكان عظيم للاستثمار

ورجحت المصادر المطلعة على تفاصيل تلك الصفقة أن تضفي أرامكو الصبغة الرسمية على خطة سابقة للحصول على حصة أقلية في مصفاة ومجمع بتروكيماويات في إقليم تشيجيانغ للبتروكيماويات، التي تسيطر عليها مجموعة تشيجيانغ رونغشينغ المتخصصة في الكيماويات.

وقد تساعد الاستثمارات السعودية على استعادة مكانتها كأكبر مُصدر للنفط إلى الصين، والذي خسرته لصالح روسيا في السنوات الثلاث الأخيرة من خلال توقيع اتفاقات توريد مع شركات تكرير صينية غير حكومية.

ولم تتضح بعد التفاصيل الجديدة في مذكرة التفاهم مع نورينكو والمنتظر توقيعها خلال الزيارة، والتي كان قد تم الإعلان عنها للمرة الأولى في مايو 2017 خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى بكين.

وبموجب مذكرة التفاهم السابقة، اتفقت الشركتان على بناء مصفاة قادرة على معالجة 300 ألف برميل يوميا من الخام ومنشأة لإنتاج مليون طن سنويا من الإيثلين، المكون الأساسي في البتروكيماويات، بتكلفة تُقدر بأكثر من 10 مليارات دولار.

كان مسؤول تنفيذي كبير في أرامكو السعودية قد رجح في يونيو الماضي وضع اللمسات الأخيرة على التصميم الهندسي النهائي لمشروع نورينكو بحلول منتصف العام الحالي وبعد ذلك ستتخذ الشركة قرار الاستثمار النهائي.

ويقول محللون إن الاتفاق مع شركة تشيجيانغ سوف يمنح أرامكو السعودية السيطرة على حصة تبلغ 9 بالمئة في المشروع والتي تعود ملكيتها حاليا إلى حكومة إقليم تشيجيانغ.

ويأتي الاتفاق بعد مذكرة تفاهم سابقة وقعتها أرامكو في أكتوبر للاستثمار في مشروع تشيجيانغ، المخطط أن يكون مصفاة تعالج 400 ألف برميل يوميا من الخام ومنشأة بتروكيماويات مرتبطة بها في مدينة تشوشان جنوب شنغهاي.

ونسبت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية إلى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح قوله إن “السعودية لديها الكثير من رؤوس الأموال وهي بحاجة لاستخدامها في أماكن مربحة”. وأكد أن “الصين تشكل مكانا عظيما للاستثمار مع سوق كبرى”.

ومن المتوقع أن يؤثر تعزيز العلاقات الاستثمارية مع السعودية في تخفيف علاقات الصين مع إيران، خاصة في ظل العقوبات الأميركية على طهران وإمكانية طرح تلك الورقة في المفاوضات مع واشنطن لإنهاء الحرب التجـارية المستعرة بين البلدين.

10 ملايين برميل يوميا طاقة التكرير التي تستهدفها السعودية من خلال مشاريع خارجية مشتركة

وتسعى الرياض إلى توجيه جميع إنتاجها من النفط إلى مشاريع التكرير في أكبر الأسواق العالمية وهي تملك طاقة تكرير تبلغ 5 ملايين برميل يوميا في الداخل والخارج وتخطط لمضاعفتها إلى 10 ملايين برميل يوميا.

وقدمت الرياض دعما كبيرة لبكين من خلال توقيع اتفاقيات للاستثمار في ميناء غوادر الباكستاني الذي يمثل نافذة مشروع الممر الباكستاني على بحر العرب، والذي يعد أحد أكبر مشاريع بكين في إطار مبادرة طريق الحرير.

ويتقاطع الممر الباكستاني الاستراتيجي، الذي تستثمر فيه بكين أكثر من 60 مليار دولار، مع طموحات طهران لتطوير ميناء جابهار المنافس لتقديم خدمات لوجستية لدول آسيا الوسطى.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية أهمية ذلك المحور بتأكيد أن مبادرة “طريق واحد حزام واحد” ستكون على جدول أعمال محادثات ولي العهد السعودي مع الرئيس الصيني.

ويكشف كل ذلك أن الاستثمارات السعودية في الهند وباكستان والصين ستؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تقليص الكثير من أبواب إيران الاقتصادية خاصة في ظل العقوبات الأميركية التي تعرقل جميع التعاملات مع طهران.

'